الخميس، 15 ديسمبر 2011
الجمعة، 28 أكتوبر 2011
ميخاس ... الذاكرة القروية
صباحات ميخاس - تلك القرية الوادعة بين الجبال الساكنة سكون راهب
أقعده الدهر - تبدو في ساعات الصيف الباكره دافئة كصدر عاشقة لوعها الحنين تحتضنك
بكل شوق ولهفة وتعانق روحك لترحل بها إلى الشرق العربي بكل أحزانه وآلامه
وانكساراته ومفرداته و بكل حرارته وصدى أشعاره بكل ما يحمله من مشاعر غربة الذات
وعشق خالد للصحراء. كل ما في تلك القرية من أماكن وطرق وممرات ونباتات وهضاب
ورمال تعصف بذاكرتك القروية وكأنك تعيش تجربة جديدة قديمة.
في صباح ذلك اليوم كانت ميخاس تستيقظ كسلى تنفض عن ثيابها أوراق الزيتون الناعسة
التي باتت تسافر في ليلها الحالم المثقل بالأزهار والرمال الذهبية. في ركن بعيد
تكتب المطاعم بوجباتها الشهية و كراسيها الهادئة وألوانها الساحرة أغنية صباحية
شجيه. كانت الخطا ترحل بي إلى سماوات واسعة من الصور والأخيلة تنداح من ذاكرة
قروية تسكنني فالأمكنة والطرق و الأبواب و الأزقة كلها تبدو مألوفة لي حتى وجوه
الناس تسكن أعماقي بعفوية تعاملهم و انكسارات وجوههم التي كتب فيها الدهر صنوفا من
الألم والمعاناة.
شعور غريب يتلبسني وددت للحظة أن أحضن هذه القرية بكل مفرداتها
وحزن أيامها وإشراق صباحاتها وسفر أحلامها . شجرات النخيل التي تطاول الهضاب
بكبرياء وشموخ تبدو هذا الصباح راقصات فلامنجو بكل زينتهن و فتنتهن ... في ركن
مقرور من إحدى الأزقة يبدو عازف جيتار يردد صدى أحزان مضت يجترها من جراحات قلبه
المفعم بحب مؤود... جماعة من السواح يتحلقون حول مرشدهم في حديث شائق عن هذه القرية
وجمال طبيعتها... شرفة أندلسية تطل عليك بثغر باسم تزينها الورود والرياحين ...
طفلة تمسح عن عينيها نعاس الأمس وتهم في اللعب مع أترابها ... شيخ يسير على عكاز
يمضي متجهما إلى إحدى المحلات حاملا معه أحزانه وحيرة صباحة.
كل تلك الصور وغيرها لاشك أنها لامست فيني مشاعرا تسكن أعماقي
وتعيد في ذكريات خلت ... وجدتني وأنا المسكون بسحر الشرق أتناغم مع هذه القرية
أعيش ساعات صباحها بكل متعة وشوق ... حل المساء سريعا على غير العادة وران السكون
على تلك القرية ... وأخذت في سبات عميق تحلم بصباح مشرق جديد و وجدتني أرحل عنها في
صمت وخشوع ...أحرق في أزقتها وعراصاتها بخورا حملته بين ظلوعي ليكتمل المشهد الأخير
بسحر آخر لذلك الشرق المدفون في أعماقي.
الخميس، 27 أكتوبر 2011
الوادي الكببير ... قلب أشبيلية الباكي
لف الصمت المكان فلا تسمع سوى خرير الماء يحرك سواكن النفس و لواعج
القلب و ذكريات من زمان الوصل الجميل ... ترى كم مرة وقف المعتمد بن عباد على هذا
الوادي العظيم يبثه أحزانه و يشكو إليه ثقل الحكم و أطماع الأعداء المتربصين به؟ كم
مرة عانق نسماته الساحره و ترجمها شعرا يبوح به لزوجته اعتماد وهي تعبث بخصلات شعره
التي خالطها الشيب ؟ كم مرة شاهد وجهه المجهد في صفحة ماءه و تمنى لو أنه كالنهر
يسير دون أن يلتفت للوراء ؟ كم مرة تمنى لو أن هذا النهر يحمله بعيدا بعيدا حيث
السكون الذي كان يتجلى مع نفحة كل فجر.
الوادي الكبير نهر ينبع في الجزء الجنوبي من أسبانيا و يجري غربا و
جنوبا عبر مدينتي قرطبة و أشبيلية ليصب في خليج قادس على المحيط الأطلسي يبلغ طوله
657 كم. و يعتبر من أكبر الأنهار في أسبانيا ... و قد شهد أصعب اللحظات قسوة على
مدينة أشبيلية حينما سقطت في يد فرناندو الثالث ملك قشتالة الذي احتل أسطوله مياه
مصب الوادي الكبير؛ ليمنع ورود الإمداد والمؤن إلى أشبيلية من طريق البحر، و أحكم
حصاره على المدينة حتى سقطت في يده في 5 من رمضان 646هـ ثم كان على ذلك النهر
العظيم أن يحمل على ظهره الآلاف من المسلمين وهو يئن ألما و حسرة على مصيرهم
المجهول.
مازالت الوحشة تسكن ذلك النهر و الناظر إليه تأخذه الهيبة و الجلال و
ربما يظل ينظر إليه لساعات دون أن يعرف لذلك سببا ربما هو الماضي الأليم الذي مازال
يسكن ذاكرتنا أو ربما الأحزان التي ما برحت تسكن ذواتنا فنحاول أن نتناساها أو نهرب
منها بأن نرمي بثقلها على ذلك النهر المجهد بأحزان المهجرين و بكاءهم
المرير.
النهر مازال يجري و مازالت ذاكرته حيه تحمل الكثير من الأحداث
الجسيمة التي مرت عليه و مازال يحدث الناظر إليه بأحاديث يفرح لها تارة و يبكي لها
تارة أخرى و كل يوم له قصة و حكاية تطول و تتشعب... في ذلك المساء ألقيت بحجر صغير
في ماءه فسرت فيه رعشة أعقبها صمت مؤلم فكأني أصبت قلبه بذلك الحجر و بينما كنت
أبتعد عنه كان يبكي بصمت :
غريب بأرض المغربين أسير
سيبكي عليه منبر و سرير
إذا زال لم يسمع بطيب ذكره
ولم ير ذاك اللهو منه منير
و تندبه البيض الصوارم والقنا
وينهل دمع بينهن غزير
إذا قيل في أغمات قد مات جوده
فما يرتجى بعد الممات نشور
الوداع الأخير ... حيرة و بكاء
أدمت غرناطة روحه
و هو يودعها ... أخذت أمه تعنفه بعبارات تقطع القلب ...طافت به خيالات من طفولته
وهو يمرح بين جنبات قصر الحمراء وأمه تضمه بحنو و تناديه بصوت رخيم ... حاصرته
الذكريات فأعتصره الألم ... عبثا كان يتصنع الثبات و الشموخ ..انهد باكيا بحرقة
وضياع كفارس فقد بصره بعد معركة مذلة ...عانق فرسه ... فضج المكان بصوت نحيبه.....
لله ما أقساها من لحظات!!
هكذا تخيلت أبا عبدالله الصغير و هو يودع غرناطة ... أشلاء بملامح
إنسان ... لقد كانت تلك اللحظات القاسية مصدر ألهام للعديد من الشعراء و الرسامين
اللذين حاولوا تجسيدها بكل تفاصيلها بل حتى الغوص عميقا في نفسية أبي عبدالله
الصغير الممزقة و استحضارها ضمن المشهد العام للوحة أو
القصيدة
ما يميز لوحة
الرسام الفرنسي Alfred Dehodencq أنها استغنت عن التفاصيل الدقيقة للحظة الوداع فلا
نجد أم الملك و لا حاشيته و لا خدمه و لا حتى ملامح مدينة غرناطة بقصورها و مساجدها
و حدائقها و لا نشاهد أحدا من أهلها و كأن الرسام اختزل كل تلك التفاصيل في شخص أبي
عبدالله الصغير دون غيره.
إن لوحة The Farewell of King Boabdil at Granada تعد بحق من أجمل
اللوحات التي حاولت أن تبرز جانبا آخر من نفس أبي عبدالله الصغير. اللوحة بشكل عام
تنقسم إلى ثلاثة أقسام الملك و فرسه و خادمه و قد وزع Alfred Dehodencq مشاعر
الوداع الأخير بين هذه العناصر بصورة تثير الإعجاب. الملك يبدو ممزقا حائرا و قد
بدت في نظراته مشاعر الرغبه الجارفه في البقاء فهو يلتفت خلفه بلهفة تثير الشفقة.
بينما نجد الخادم يمثل المصير الذي آل إليه الملك ففي نظراته الخوف والهلع والحزن و
الألم. بينما يمثل الفرس مشاعر الإنقياد و التسليم و الخضوع وجاءت الخلفية العامة
للوحة لتشي بالمجهول الذي تمثله التلال التي تبدو على مد
البصر.
إن هذه اللوحة تعد بحق من أجمل و أصدق اللوحات التي حاولت أن تترجم
مشاعر أبي عبدالله الصغير لحظة وداعه أو تسليمه لغرناطة دون الخوض في
التفاصيل.
الأندلس و أحزان المسافرين
المسافر للأندلس يحمل في شنطة سفره أحزانه الخاصة ... يحمل ثقافته ورؤيته
المتراكمة من قراءته و مشاهداته ... يحمل أشواقه و حنينه ... يحمل كل تصوراته التي
تصل إلى حد المبالغة .. المسافر للأندلس يحتضن الدنيا عند سفره إلى حد
البكاء.
و عند عودته فهو إما أن يتحدث عن تجربته بطلاقة و سلاسة و بكل حب و شوق لا يخلو من الألم .. وأما أن تسبقه العبرات و يغص بالكلمات فلا يكاد يكتب حتى تنفر منه كل العبارات فهو في حزن دائم و إن كان يبدي غير ذلك ...و إما أن تتشظى روحه فلا يدري من أين يبدأ الحديث و لا يدري أهو في سعادة أم حزن و هل التجربة التي مر بها خلفت في نفسه جرحا غائرا أم احساسا بالفخر والكبرياء فهي مشاعر مختلطة لا يعرف لها تفسيرا. و أما أن تكون رحلته دون الطموح و على عكس ما توقع فيعود و في ذهنه آلاف الأسئلة عما شاهده و ما سمعه و ما قرأه قبل سفره و بين الواقع الذي عاشه فيعود أشد حزنا مما كان عليه قبل سفره.
و عند عودته فهو إما أن يتحدث عن تجربته بطلاقة و سلاسة و بكل حب و شوق لا يخلو من الألم .. وأما أن تسبقه العبرات و يغص بالكلمات فلا يكاد يكتب حتى تنفر منه كل العبارات فهو في حزن دائم و إن كان يبدي غير ذلك ...و إما أن تتشظى روحه فلا يدري من أين يبدأ الحديث و لا يدري أهو في سعادة أم حزن و هل التجربة التي مر بها خلفت في نفسه جرحا غائرا أم احساسا بالفخر والكبرياء فهي مشاعر مختلطة لا يعرف لها تفسيرا. و أما أن تكون رحلته دون الطموح و على عكس ما توقع فيعود و في ذهنه آلاف الأسئلة عما شاهده و ما سمعه و ما قرأه قبل سفره و بين الواقع الذي عاشه فيعود أشد حزنا مما كان عليه قبل سفره.
السفر للأندلس تجربه تستحق المغامرة لأنها تسكن في الذاكرة لسنين وتبقى أحزان المسافرين أمرا لابد منه في كل الأحوال
.
طليطلة ... سفر الذكريات
حرارة الصيف في طليطلة و أحزان الراحلين عنها سواء ، فهذه تشعل قلوب
المحبين القادمين بشوق الغرباء وتلك تشعل حرارة الفرقة على أمل اللقاء. الصيف في
طليطلة أغنية بحار خانته كل شواطئ الدنيا فراح يبحث عن ميناء سلام ، ولما هده
السفر والترحال أيقن أنه مرساة لا ترسو وأن ما كان خلفه كل تلك السنين كان محض عبث
فاستسلم لآخر موجة تجتاح روحه حتى تقاسمت خيوط الشفق أحزانه وخلدت كلمات الأغنية
روحه فأينما تذهب في طليطلة فهناك أشلاء لتلك الروح وأصداء لتلك
الأغنية
تأسرك طليطلة الحزينة بشوارعها الضيقة ومحلاتها العتيقة وممراتها
المتداخلة وتلك الرائحة الحالمة الممزوجة برائحة الطين والزيتون و أنفاس الصباح
الدافئة والشرفات الأندلسية المثقلة بالورود
والرياحين.
في تاريخها القديم تحكي المدينة قصصا مختلفة عن أمم تعاقبت عليها
فأثرت فيها لعل أبرزها الحضارة الإسلامية التي لا تنكر المدينة فضلها وتأثيرها في
عمارتها وثقافتها و تنوع سكانها حتى أنك تقرأ في جدرانها وممراتها ذكريات من رحلوا
و أصداء أشعارهم و آذان مساجدهم جنبا إلى جنب مع أصوات أجراس الكنائس و صلوات
المعابد.
(منظر لطليطلة ) لوحة للفنان الأسباني ( الجريكو ) تعكس صمتا غريبا
يلف المدينة و تتحدث عن طبيعة خلابة تسكن الروح لعلها هي روح (الجريكو ) نفسه الذي
تسكن لوحاته المدينة وتحتضن ذكرياته بحنو الشمس التي تحتضن المدينة
بأسرها.
شدني محل متواضع يبيع قطعا أثرية كان من أبرزها سيوفا مختلفة الأحجام
والأشكال حاولت عبثا أن أرفع أحدها فكان ثقيلا كأحزان الراحلين عن طليطلة دون إياب
فإكتفيت بالتجول في المحل و حاولت أن أتحدث مع صاحبه ولكن للإسف كان لايجيد سوى
الأسبانية فلملمت فضولي وخرجت.
البيوت في طليطلة متقاربة متلاحمة كقلوب عشاقها ترتسم على جدرانها
عبارات البساطة و السكينة و مشاعر الفرقة والحنان فتود لو تحتضنها و ترحل معها إلى
أيام خلت من المحبة و التسامح و أحترام الآخر ودعت طليطلة وفي نفسي أحزان و آمال
فهل تسعفني الأيام لزيارتها مرة أخرى؟!
دمعتان في طليطلة
رائحة
التاريخ في كل مكان ... في كل شبر من هذه المدينة ألف حكاية و حكاية و الف دمعة ودمعة اختلطت مع الأرصفة و الطرقات
تخبئ أسرار من رحلوا ... كل ما في طليطلة كبير حتى حزن الأيام... نسمات الصباح
التي ترافق دربي من مدريد إلى قرطبة تبعث في النفس الشجن والحزن و أحاسيس أخرى
يصعب وصفها.
بدأت
الغيوم تزحف باتجاه الشمس لتغطي وجهها الذي بدا جريئا هذا الصباح. في المقهى القريب
عناق حبيبين يذيب الخجل الذي تلبسني في الحظات الأولى . احساس غريب بالضياع ...
طليطلة كتاب تاريخ مفتوح فصوله تضم ثلاثة أديان تلاقت بحراره و افترقت بلوعة وحزن
والم يقطع القلوب.
( نهر تاجو ) و المنازل التي أقيمت على
جوانبه أم رؤوم راحت تحضن أبناءها على مهل. هكذا يبدو المنظر من إحدى قمم المدينة العتيقة منظر
يأسرك من الوهلة الأولى يتسرب إليك احساس بالرومنسية الحالمة .
في
احد الأحياء الحزينة غطت رائحة زكية من الزهور الكثيرة التي أخذت تطل بخجل من احدى
الشرفات الأندلسية الآسرة المكان بعطر شفاف يلامس مشاعرك بصدق... على مد النظر قصر
يقف بشموخ المنتصر ...يطاول السحاب أنفة وكبرياء ... سالت مني دمعة دون أن أحس بها.رحلت بي إلى أيام مضت سطرت
أوراقها بحروف من نور.
في
اللحظات الاخيرة احتارت الة التصوير في التقاط
الصور فكل مافي طليطلة يحتاج مني وقفة تأمل قد تطول لساعات ... لملمت مشاعري
الممزقه على عجل ومسحت دمعة اخيره أبت إلا أن تزاحم مشاعر الوداع ...وكتبت بيتين
للمتنبي في دفتري الذي ظننت أنني سأملأه
بمشاهداتي.....
وما
عشت من بعد الأحبة سلوة
ولكنني
للنائبات حمول
وإن
رحيلا واحدا حال بيننا
وفي
الموت من بعد الرحيل رحيل
وداعا
طليطلة .......لك مني كل حب ووفاء.
الأربعاء، 26 أكتوبر 2011
قرطبة ... عشق المساءات
لهفي على قرطبة في المساء و
صدى الموشحات الخالدة يرحل بين أزقتها و حواريها القديمة و الظلام يخفي همسات العيون العاشقة التي طالما
اختلست النظرات من شرفاتها
الفاتنة و النسمات الباردة تداعب أشجار الزيتون الناعسة و جامع قرطبة العظيم يبدو كمنارة وسط بحر من الظلام... لك الله من مودع
يغص بكلمات الحب و هو يهم بالرحيل
... لك الله من عاشق هام بمساء قرطبة الحزين ... لك الله من قلب يتفطر حبا كل آن وكل حين.
للمساء في قرطبة رائحة
الماضي ممزوجة بأصوات الراحلين الذين ذابوا بين صخور المدينة و أشجارها بين نفحات فجرها وسكون ليلها بين
جبالها و سهولها بين ورودها
و رياحينها بين نخيلها و زيتونها ... ولكن عندما يلبس المساء ثوب الوحشة و الوحدة ترن في مسمعك صدى
أشعارهم و أغانيهم و سهرهم و لهوهم و غزلهم وضحكهم فلا تملك سوى الترحم على أرواحهم.
لجامع قرطبة في المساء سكون
غريب لا يمكن وصفه و هيبة تحملك على البكاء
... جدرانه الخارجية فيها من تجاعيد الزمان و دموعه الشئ الكثير ... على بواباته ماتت آلاف الخطوات التي كانت تغشاه ليل
نهار للصلاة ... و في محرابه نفحات و جلال و خشوع ما زالت تسكنه و لا تكاد تبرحه
ما يشدك في تصميم الجامع
ذلك التناغم الساحر بين الأقواس التي تربط بين الأعمدة المختلفة و جدران المسجد التي تضم زخارف إسلامية متقنه
و الضوء الذي يتسرب
إليه بشفافية و نورانية غاية في التأثير يلامس شغاف الروح فتحس بروحانية مبكية.
قرطبة و جامعها قصة عشق خالدة
و رواية لا تنتهي فصولها ... زيارتي القصيرة
تركت في انطباعا جميلا و رغبة أكيدة بالعودة مرة أخرى
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)